الحدِيث
عن ابن عُمر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قال :
" الظُّلم ظلُمـات يوم القِيامة " - رواه البخاري .
شَرحُ الحدِيثْ
عن ابن عُمر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قال :
" الظُّلم ظلُمـات يوم القِيامة " - رواه البخاري .
* الظلم :هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.
هذا الحديث فيه التحذير من الظلم ، والحث على ضده وهو العدل .. والشريعة كلها عدل، آمرة بالعدل، ناهية عن الظلم.
قال تعالى: { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } ، { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } ، { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } فإن الإيمان – أصوله وفروعه، باطنه وظاهره – كله عدل، وضده ظلم.
فأعدل العدل وأصله: الاعتراف وإخلاص التوحيد لله، والإيمان بصفاته وأسمائه الحسنى، وإخلاص الدين والعبادة له.
وأعظم الظلم، وأشده الشرك بالله، كما قال تعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } وذلك أن العدل وضع الشيء في موضعه، والقيام بالحقوق الواجبة ، والظلم عكسه فأعظم الحقوق. وأوجبها: حق الله على عباده: أن يعرفوه ويعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً، ثم القيام بأصول الإيمان، وشرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وحج البيت الحرام، والجهاد في سبيل الله قولاً وفعلاً، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
والظلم ثلاثة أنواع :
النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله أو إشراك غيره معه في عِبادته ، وهو ظُلم لا يغفره الله ، قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ".
النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: " وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " [النحل:33].
النوع الثالث:ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار ، وهذا ظُلم لا يترُك اللهُ منه شيئا .
صورٌ مِـن الظُلم
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:{ منْ ظلم قيد شِبر منَ الأرْض طوَّقه مِن سبع أرْضين } [متفق عليه].
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:{ مطل الغني ظُلم } [متفق عليه].
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:{ قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصْمهم يوْم القيامَة...،...، ورجلٌ أسْتأجر أَجِيراً فاسْتوفىَ منه ولمْ يُعطه أجرَه } [رواه البخاري].
.
ومن الظُلم أيضاً الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد ، والسحر بجميع أنواعه ، و
عدم العدل بين الأبناء ، و حبس الحيوانات والطيور حتى تموت وشهادة الزور وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفي.
أحاديثُ ضعيفة وموْضوعًة في الترْهيب منَ الظُّلم
* الحديث الأوَّل : عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوحى الله تعالى إليّ : يا أخا المرسلين ! يا أخا المنذرين أنذر قومك فلا يدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم مظلمة , فإني ألعنه ما دام قائما يصلي بين يدي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها ، فأكون سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويكون من أوليائي وأصفيائي ، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة ... )
>> قال الشيخ الألباني رحمه الله : "ضعيف" - "السلسلة الضعيفة" (حديث رقم/6308).
* الحديث الثاني : عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إياك ودعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه )
>> ضعَّفه الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة" ، رقم (1697) .
* الحديث الثالث: ( ما من عبد ظُلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل لبيك عبدي حقا ، لأنصرنك ولو بعد حين ... )
لم نجده في كتب السنة والآثار ، وإنما تنقله بعض كتب الأدب ، أحيانا مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحيانا من كلام بعض التابعين ، ككتاب " نهاية الأرب " للنويري (6/37)، وكتاب : " المستطرف " (1/233)، فلا يجوز التحديث به ، كما تحرم نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يوقف له على إسناد ثابت إليه .
* الحديث الرابع: ( يقول الله تعالى: اشتد غضبي على مَن ظَلَمَ مَن لا يجد له ناصرا غيري )
>> قال الشيخ الألباني رحمه الله: ضعيف جدا .
- المصدر : موقع الإسلام سُؤال وجواب -