زوجي يكرهني على الطلاق
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ مُشكلةٌ صعبة تؤرِّقني؛ فقد شاء الله - عز وجل - أن يتزوَّجَني قريبٌ لي، ولدينا الآن طفلٌ، مشكلتي بدأتْ مِنَ اليوم الثاني لزواجنا؛ فقد أخْبَرَني أنه لا يُحبُّني، ولا يُريدني، ووالده هو الذي أجْبَرَه على الزواج مني؛ لحبِّه لوالدي!
عشتُ معه سنوات في كرْبٍ، حاولتُ بشتى الوسائل أن أستميل قلبَه لكن لا جدوى؛ فهو يَنام في غرفتِه الخاصَّة، ولا يَنام معي، بل لم يَنمْ عِندي إلا مرات قليلة جدًّا، ويقول: إنه لا يُريد أن يُنجبَ أطفالًا منِّي؛ حتى لا يُسبِّب لهمُ التعاسَة، وإن ابنَنا جاء غَلطةً، ولا يُريد تَكرارها!
نَسكُن مع أهلِه، ولا يأتي لجَناحِنا إلا وقت النوم، يتهرَّب مني، ولا يقوم بطلباتي أو طلبات ابنه!
أحسُّ بأنه لا يُحبُّ الطِّفل، فلا يقبِّله ولا يَحمله، ولا يهتمُّ به أصلًا، كأنه لم يُنجِبه! ولا يحبُّ أن أَتحدَّثَ معه أو يسمع صوتي.
فرضتُ وجودي عليه؛ لأصلَ لحلٍّ، لكنه قال: أنا أكرهكِ.. أكرهكِ؛ أنا متعَبٌ؛ لأنَّ أهلي أجْبَروني على الزواج منكِ، والأفضل أن تطلبي الانفصالَ؛ لأنني لن أعيشَ معكِ حياة زوجيَّةً طبيعيَّة، ولن يَحصُلَ بيننا ما يكون بين الأزواج، فلا تُضيِّعي عمركِ معي، فأنا وأنتِ ضحيَّة لأهلِنا!
[color][font][color]
صبرتُ وتحمَّلتُ؛ لأني لا أريد الطلاق، خاصَّة أن أهلي فيهم شدَّة، وإخوتي لا يُعتمَد عليهم، صارحتُ أختي فقالتْ لي: اصبِري، لكنني لا أريد أن تمرَّ سنوات عُمري هباءً.[/color]
الجواب
[/font][/color]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أكيد ليس سهلًا موقفكِ؛ فأن تَعيشي مع شخصٍ يَرفُضكِ أمرٌ قاسٍ جدًّا، لكنكِ تَبدين قوية، وقادِرة - بإذن الله - على مُتابعة الطريق لنهايته، ويبدو أن رفْضَه ليس لشخصكِ، لكن لأسلوبِ تحكُّم والدِه فيه؛ لذلك يمكنك أن تطمئنيه وتُخبريه أنكِ ضحيَّة مثله، ولا خيارات لدَيكِ.
• واجهيه دون أن تَفرِضي نفسكِ عليه، وساعديه ليتجاوَز مشاعره السلبية، فلا تَدرين ما الذي مرَّ به قبلها.
يُساعِدكِ أن تفهميه، وتَعرِفي مَداخِله، ويُساعِدكِ أن تهتمِّي بنفسكِ دون أن تُتابِعيه كثيرًا، فالسرُّ في المرأةأنها تزدادَ جاذبيَّةً كلما اهتمَّتْ برُوحِها، وتألَّقتْ دون أن تُلاحِق زَوجها، وقتها سيكون هو أحرص.. ربَّما!
لو لم يكن بدٌّ فحاوِلي الحوارَ معه، والبحث عن حلولٍ؛ أَخبِريه بأَلمِكِ، وبأنكِ تُعانين أيضًا، ولا تَلوميه، لكنكِ تُرِيدين أن تَصِلا لحلٍّ معًا؛ وذلك بطريقة حوارك معه، مثلًا: ركِّزي على أن يكونَ حوارُكِ مُنطلقًا مِن "أنا"؛ حتى لا يشعره اتَّهامًا حينما يواجَه بأنتَ! مثل أن تقولي له: "أنا أَشعُر أنَّني أتحمَّل ذَنبَ أمرٍ لم أَرتكِبْه، وأخشى أن يَكبرَ ولدُنا دون أن تتقبَّلَه، وهو يحبُّكَ ويَحتاجكَ!".
• حاولي الوصولَ لطريقة تَصِلين بها له أكثر، عبِّري له عن حاجِتكِ أنتِ، ولو قام بدايةً بمُجاملتِكِ، لكنه مع الوقتِ حينما يَصله تَقديرُكِ له وإعجابُكِ به سيتغيَّر الوضْع، فقط يَحتاج وقتًا.
• أَحضِري زرعةً تَعتَنين بها في البيتِ؛ فذلك سيُعينكِ كثيرًا، فكما تأخذ الجُذور وقتًا لتكبر النبتَةُ وتَزدهِر، فكذلك الحياة! فكيف بزوجكِ وقد اقتلَعه والدُه مِن التربة التي كان يُريدها، ليَرميه في تربةٍ جديدة يَرفُضها، قد يأخذ التكيُّف وقتًا، لكن يُمكِن الوصول له - بإذن الله.
• اشغَلي نفسكِ بأهدافٍ أخرى، لا تَجعلي همَّك محصورًا فيه، فحينما تَخرُجين مِنَ الدائرة ستكونين أقدَر على تجاوُزِها ورؤيتها بوضوحٍ.
• تعامَلي معه بثقةٍ، بعيدًا عنِ اللوم أو التوبيخ! فكثيرًا ما يُجدي أن تتعاملَ الزوجةُ مع زوجِها كأنه يَشتاق لها ويَحتاجها، فتُوحِي له بذلك! المهمُّ ألا تَطلُبيه بشكلٍ مُباشِر، بل مارِسي دور المَغناطيس الذي يَجذِب دون أن يُغيِّر مكانَه.
الجانبُ الأهم هو ثقتكِ بنفسِكِ، وجاذبكِ الداخلي، وانشِغالك بأهدافك ريثما تَكسبينه!
وأَكثِري مِن الدعوات، فمهما أُغلِقتْ أبوابُ الأرض تُفتَح أبواب السماء