نور الشام مديرة منتدى أحلى صبايا
رقم العضوية : 1 الدولة : البلد : في قلب الحبايب عدد المساهمات : 5141 تاريخ التسجيل : 05/07/2012 العمر : 47 المزاج : راااااااااايقة
| موضوع: زوجي لا يهتم بمشاعري، فهل أطلب الطلاق؟! الإثنين أبريل 01, 2013 10:24 pm | |
| زوجي لا يهتم بمشاعري، فهل أطلب الطلاق؟!
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة مخطوبة، وأُعاني مِن سوء التفاهُم واختلاف وجهات النظر مع خطيبي، فهو جريء، اجتماعيٌّ جدًّا ، صريح إلى حدٍّ يبلغ عدم الاهتمام بمشاعر الآخرين، متفتِّح لدرجة أنه يُؤمن بالصَّداقة بين الجنسَيْن، غير ملتزمٍ، سريع الغضب. أما أنا: فخجولة، انطوائيَّة، غير اجتماعيَّة، مُلتزمة، محافِظة. أعاني من كثرة سوء ظنِّه، أصبحتُ أشعر برفْضِه لشخصيتي، وعدم قبوله لي، يجرحني كثيرًا ولا يهتم بمَشاعري, أُعاني مِن إهمالِه، لا أجده بجانبي لا في فرَحٍ ولا حزنٍ، حدثتْ مشكلات كثيرة بيننا أثرتْ على علاقتنا، حاولتُ أن أعتذرَ له، فلم يُعطِني الفرصة، فأحسستُ بخيبة أمل كبيرة، طلبتُ الطلاقَ لكنه رفَض ذلك! يريدني أن أوافقَ على كلِّ شيء يُقرِّره هو، لا يأخذ رأيي حتى في حقوقي وأموري، نفسيتي تعبتْ كثيرًا مِن هذا الاضطراب في مشاعري, كرهتُ الزواجَ، وأصبحتُ باردةً وغير مبالية بما يحدث، لم يعدْ لي قَبول على الحياة، أصبحتُ منكسرةً، حزينة، باكية! أخبروني ما الحل؟ وكيف أتعامل مع هذا الشخص العنيد في كل شيء؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مسكينةٌ تلك الفتاة التي تظنُّ أن الحبَّ قبل الزواج سيضمن لها حياةً زوجيةً سعيدة، أو يوفِّر لها جوًّا من التفاهُم والأُلفة، قلَّ أن يتوفرَا لزوجَيْن حديثين. مسكينةٌ مَن تحسب أن الرجلَ سيضع لهذا الحب اعتباراتٍ، أو يضحِّي من أجله، أو يتراجع عن خطوةٍ سلبيةٍ؛ حفاظًا على عهده، ووفاءً لودِّه! العجيب أن العكسَ يحدُث في غالب الأحوال, لماذا؟ لأن الرجلَ والمرأة يتحوَّلان بصورةٍ مفاجئة من عالم الخيالِ الجميل إلى عالم الواقع الأليم, يُقْبِلُ كلٌّ منهما على الحياة بكل ما فيها من تشاحنٍ وتنازُع وخلافٍ بعد أن كان غارقًا في بحور الحبِّ الصافية، وأحلامها الورديَّة, وما أصعبَ التحولَ مِن هذا إلى ذاك! ما أقسى المقارنةَ بين تلك الحال وما كان يسبقُها من التفكير المثالي في المحبوب، وإحسانِ الظنِّ به إلى أبعدِ الحدود! فتكون بعد هذا كلِّه درجةُ الإحباط عاليةً جدًّا، وعنصرُ المفاجأة كبيرًا, على عكس مَن يُقبِل على حياته بغير أحلامٍ مَسْبوقة، ولا أوهام مرسومة؛ فيسعى للإصلاح دون حسنِ ظنٍّ مسبقٍ، ودون تذكُّرِ قصة الحب الكبيرة، وما تحمل مِن ذكرياتٍ عطِرةٍ يحسُن الحفاظُ عليها, وهنا يكمن الفرقُ, فيتصرَّف مَن لم يسبق له العيشُ تحت ظل شجرة الوهمِ بصورة واقعيةٍ، وعلى أساس توقُّع بعضِ المشكلات التي لا تخلو منها حياةٌ، ولا يسلَمُ منها بشرٌ, بينما يدخل من عاش بين أكنافِ هذا الحب وارتوى من مائه العذْبِ إلى عالم الحياة الزوجية بطموحاتِه واستعدادِه الكامل للتمتُّعِ بقرب المحبوب، وتحقيق الآمال التي لا تلبثُ أن تتحوَّلَ إلى آلامٍ. الرجل العنيد ليس مشكلةً في حدِّ ذاته, وإنما المشكلة في شخصيَّة هذا العنيد, فإن كان ملتزمًا بتعاليمِ الدِّين، فلن يضرَّكِ عنادُه على الأغلب, وأمَّا إن كان بعيدًا عن الله، عاصيًا له, يؤمِنُ بالصداقةِ بين الجنسَيْن، فهنا مكمنُ الخطرِ، ومنبعُ الضَّرر؛ إذ قد يطلب منكِ التعرُّفَ على أصدقائه من الرِّجال، وينفِرُ من حجابِكِ، ويتبرَّمُ من حيائِكِ، ويَضيق بفكرِك الإسلامي. عليكِ أن تنظري إلى حياتكِ التي لم تبدأ بعدُ، وأن تفكِّري في أبنائكِ الذين لم يُولَدوا، وبيتكِ الذي لم يُبْنَ، وأن تعلمي يقينًا أنَّ حُسنَ اختيار الزوج أولُ وأهمُّ ركيزةٍ سيعتمد عليها هذا البيتُ؛ فبصلاحه يصلح، وبفساده ينهار! يؤسفني أن الفوارقَ بينكما كثيرة، وأكثرُ هذه الكثيرة فوارقُ جوهرية يصعب التكيُّفُ معها, ويؤسفني أن الحياةَ لن تستقيم على نحوِ ما ذكرتِ من اعوجاجٍ خُلقي، وانفتاح شديد، وتحرُّر زائد, وهنا عليَّ أن أقول لكِ بكل صراحة: لقد أسأتِ الاختيارَ، فإن كان من سبيلٍ للنجاة فلا تتردَّدي، وإلا فأنتِ مسؤولةٌ عن كلِّ ما سيحدثُ بعد الزواج، وعن كل ما ستعانينه وحدكِ أو مع أبنائكِ. ارسمي خطًّا في منتصف ورقةٍ، وصنِّفي سماتِ زوجكِ الإيجابيةَ والسلبيةَ، وتأمَّليها بهدوء، واجلسي كل يوم لمدة دقيقة أو أكثرَ لتُعيدي قراءتها، ولتبنِي قرارَكِ على صواب. بعد أن يترجَّحَ لديكِ قرارٌ بالترك أو الاستمرار، خطِّطي لحياتكِ كيف ستكون, وفكِّري فيما سيترتب عليه هذا القرار، وما الفوائد التي ستجنينها، وما الخسائر المتوقَّعة, وأرجو ألا تجعلي خوفَكِ من تأخُّر الزواج بعده يؤثِّر على قراركِ؛ فهذا رزقٌ كتبه اللهُ علينا قبل أن نُولَدَ، ومن أكبرِ الأخطاء التي تقع فيها الفتياتُ تحمُّلُ أخطاءٍ لا طاقة لهُنَّ بتحمُّلِها خشيةَ ألا تتزوجَ, فتذكَّري أنَّ مَن ترك شيئًا لله عوَّضَه اللهُ خيرًا منه. ثم لا تنسَيْ بعد ذلك صلاةَ الاستخارة التي أخشى أنكِ لم تفعليها قبل قَبولِ هذا الشابِّ، والرِّضا به. يسَّر اللهُ أمرَكِ، وأرشدكِ لما فيه صلاحُ دينكِ ودنياكِ، وأقرَّ عينَكِ بزواج طيِّبٍ سعيدٍ, والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
| |
|