نور الشام مديرة منتدى أحلى صبايا
رقم العضوية : 1 الدولة : البلد : في قلب الحبايب عدد المساهمات : 5141 تاريخ التسجيل : 05/07/2012 العمر : 47 المزاج : راااااااااايقة
| موضوع: أشك في شذوذ زوجي الجنسي الخميس أبريل 04, 2013 11:19 pm | |
| [size=18]أشك في شذوذ زوجي الجنسي
أ. عائشة الحكمي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أتوَجَّه بمشكلتي إليكم، بعدما توجَّهتُ بها إلى الله، وعسى أن أجدَ عندكم الجواب الشافي؛ فأنا ضائعة ومحتارة، ولا أدري ماذا أفعل؟ أنا متزَوِّجة منذ أشهر، ولم أحملْ، وأنا فتاةٌ ملتزمةٌ، وكنتُ أعدُّ زوجي الرجل المثاليَّ؛ فهو يحبني جدًّا، وطيب وحنون وخلوق، ولا يرفض لي طلبًا. فُوجئتُ وأنا أتصفح جهاز "الكمبيوتر" أنَّ هناك رسائلَ تؤكِّد دون أدنى شك أنه شاذٌّ جنسيًّا، وللأسف تاريخ هذه الرسائل بعد زواجنا بشهرين؛ صُدِمْتُ جدًّا، واسودَّت الدنيا في عيني، وبكيتُ كثيرًا، ولم أدرِ ماذا أفعل؟ لَـم أُصارحْه، ولم أتكلمْ مع أحدٍ؛ فأنا ضائعة ومصدومة، ولا أدري إن كان مارس ذلك بعد الزواج أو لا؛ فهو طبيعي جدًّا معي! أرجو منكم أن ترشدوني إلى الحلِّ السليم، هل أُصارحه؟ هل أطلب الطلاق قبل أن أحمل منه؟ أرشدوني، لا أدري ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان أيتها العزيزة، قبل البحث في مشكلة زوجكِ أرغب في تنبيهكِ على نقطة - كثيرًا ما نبهتُ عليها - وهي المتعلقة بحُرمة التجسُّسِ على الغير، وهتْك أسرارهم التي تدعو إلى سوء الظن بهم، فتتهدم بها آلاف البيوت المطمئنة! في "سورة الحجرات" - ولاسم هذه السورةِ دلالةٌ ظاهرة على الأحكام الفقهيَّة المرتبطة بآياتها، ولا شيء قد جاءنا من عند الله - تعالى - عبثًا أو مُصادفة! فحتى ترتيب السور في القرآن المجيد وأسماؤها قد جاء على علم الله وحكمته، يقول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12]. وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إياكم والظنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذب الحديث، ولا تجسَّسوا، ولا تحسَّسوا، ولا تنافَسُوا، ولا تحاسَدوا، ولا تباغَضوا، ولا تدابَروا، وكونوا عباد الله إخوانًا))، وأنتِ تتكلمين عن مضمون رسائل بريدية! فكيف تمكنتِ مِن قراءتها إلا من جهة التجسُّس؟ نهانا الله - عزَّ وجل - عن التجسس على الغير، ولم يرخِّص في ذلك بين الأزواج، كما نهانا عن السؤال عما لا يعنينا؛ فلِمَ تبحثين عن مكنونات زوج تصفينه بالمثالي، ولم يظهر لك منه إلا الخير؟ لم تفتحين أبوابكِ للشيطان، فيفسد عليك سعادتكِ، وينغِّص عليكِ عيشكِ؟ أكنتِ تحبين أن يفتشَ زوجُكِ وراءكِ؟ كلَّا! فلِمَ تفتشين وراءه؟ أمَّا النتيجةُ المترتبة على هذا التصرُّف الشنيع، فطبيعيَّة! فالألمُ النفسيُّ الذي يعقب التجسُّس هو عقوبة إلهية، ولعل مِن حكمة هذا العذاب النفسي أن تحاسبي نفسكِ، وتراجعي حياتكِ! وما دام الأمرُ قد وقع، فعسى أن يكون لخيرٍ: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]. وعودًا إلى مشكلتكِ، أقول لك: إنَّ الرسائل وحدها لا تُعدُّ دليلًا قاطعًا على شذوذِه الجنسيِّ؛ فمضمونُ الرسائل كلامٌ شاذٌّ، وليس فعلًا شاذًّا، وما هنالك مِن دليل يُمكن الجزم به سوى أن تري زوجكِ يُمارس الشذوذ مع غيرِه بعينكِ، أو أن يخبركِ هو بذلك عن نفسِه! من هنا أرى ألا تواجهي زوجكِ بهذا التهمة المبنيَّة على الظنِّ؛ لأنه حتمًا سيُقابلها بالإنكار، ولن تجني مِن ذلك إلا قطع حبال الثقة الموصولة بينكما، وتهدمين بها ركنًا من أركان بيتكِ، فتسرعين بهدمه في انهيار بيتكِ من جميع جوانبه! لكن على افتراض الأسوأ، وأنه شاذٌّ بالفعل، هنا ينبغي أن تعلمي أن السبب في ذلك يعود على الأرجح إلى تعرُّضه إلى تحرُّشٍ جنسي في طفولته، من هنا وجب التركيز على علاج زوجكِ عند معالجٍ نفسيٍّ، وهذا لن يتم بالمواجهة، بل بطرح الفكرة على زوجكِ على نحوٍ غير مباشر؛ كالحديث عن الموضوع مِن باب الكلام عن التحرُّش الجنسيِّ عند الأطفال، والمنتشر بشكلٍ كبير في مجتمعاتنا العربية، أو من باب التعريض والإشارة، كأن تعرضي لزوجكِ وتُشيري له إلى واقعة مشابهةٍ وقعتْ مثلًا لإحدى صديقاتكِ. ولأنكِ لم تحدِّدي ما إذا كنتِ قد فهمتِ من الرسائل إن كان زوجُك هو الفاعل أو المفعول به ، فسأتكلم عن الاحتمالين معًا، فلو كان زوجُكِ - لا قدر الله تعالى - هو المفعول به فستكون الآثارُ السلبية المترتبة على علاقته الحميمة بكِ أقل مما لو كان هو الفاعل - والعياذ بالله تعالى – لأن الفاعل قد يتسبَّب في نقل الأمراض الجنسية إلى زوجته، فإن غلب على ظنكِ من خلال هذه الرسائل أنَّ زوجكِ هو الفاعل فأنصحكِ أولًا بمراجعة طبيبة نسائية للاطمئنان على صحة المنطقة التناسليَّة، مع التعريض بالمشكلة أمام زوجكِ بطريقة غير مباشرة، في صورةِ نقاشٍ عام، من باب التنبيه على خطورة النتائج المترتبة على ذلك - إن كان واقعًا بالفعل في هذه المعصية - والاستدلال على الحرمة بما نص القرآن عليه في قصة قوم لوط - عليه الصلاة والسلام. أما إن غلب على ظنكِ أن زوجك هو المفعول به ، فلا بد من معالجة زوجك على فراش الزوجية، من خلال سعيك إلى إبراز رجولته بإظهار كامل أنوثتكِ، وغُنجكِ، ودلالكِ، ومن خلال ترْك السيطرة على حركات الجماع بيده وحده! يبقى سؤال مهم: هل صديقُه الشاذُّ يسكن قريبًا منكم، بحيث يسهل على زوجك الالتقاء به، وفعل الفاحِشة معه؟ إن كان يسكن قريبًا؛ فإن العمل على الانتقال من هذا البيت، وتغيير الحي والبيئة من الأمور التي يجب وضعُها في الاعتبار لعلاج المشكلة. أما تاريخ هذه الرسائل، فيعكس بعض الدلالات، فالمفترض بالزواج أن يحققَ الإشباع الجنسيَّ للزوجين، أما رجوع زوجكِ إلى تلك الفواحش - إن كان يمارس الشذوذ قبل الزواج - بعد مرور شهرين فقط من زواجكما؛ فاسمحي لي أن أقولَ لكِ: إن ذلك يعطيني دلالة ظاهرة على أنكِ لم تُوفَّقي في إشباع زوجك جنسيًّا! وأنا أعذر فيكِ حياء العروس، ولكن لا عُذر للفتيات أن يبقين في جهل أو استجهال جنسيٍّ، بعد كل هذا الانفتاح المعرفي من خلال الإنترنت! ثم إلى متى ستبقين في حياء العروس؟ بعد انصرام شهر واحدٍ من عمر الزواج لن يأتي هذا الحياء بخير على فراش الزوجيَّة! بخاصة مع أزواج قليلي التقوى! فأرجو أن تُعيدي حساباتكِ الجنسيَّة، وأن تبحثي مع زوجِك عن كلِّ ما يمكن أن يشبع رغباته الجنسيَّة، وتفضيلاته على فراش الزوجية، ما دامتْ موافقة للشرع، واعلمي - هُديتِ - أن كل شيء حلَّ لزوجك ما عدا الوطء في الحيض، والوطء في الدبُر: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ [البقرة: 223]. اهتمي أيضًا بإشباع زوجكِ عاطفيًّا بالقدر الذي يحتاجه، والطريقة التي تناسبه، فلكلِّ إنسان حاجته مِن العاطفة، ولا يمكن تقدير ذلك إلا من خلال المعاشَرة، ولا تنسي أن تحثي زوجكِ على الصلاة جماعة في المسجد: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾[العنكبوت: 45]. أما التفكيرُ في الطلاق لمجرد الظنِّ؛ فإثمٌ يُضاف إلى الآثام التي ارتكبتِها ولم تستغفري منها، فاتقي الله واستغفريه مِن كلِّ ذنب؛ فإن الله يقول: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾[الأنفال: 33]. وادعي لزوجك بالصلاح والهداية، وأن يغنيه الله بحلاله عن حرامه، فإن الله يبتلي عبده المؤمن ليرى تضرُّعه: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 42، 43]. وامنحي نفسكِ وزوجكِ فرصةً كافية للتوبة، ومراجعة النفس؛ فإن تاب تاب الله - تعالى - عليه. أما إذا ثبت لكِ بالدليل القاطع، والبرهان الساطع، أنه يعمل عمل قوم لوط، ويُصر عليه؛ فاطلبي الطلاق غير آسفة، ولا نادِمة؛ لأن الله - تعالى - يقول: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ [النور: 26]. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجِع والمآب
[/size] | |
|