السفر عبر الزمن
كانت بداية الحكاية عام 1951 بعد يوم حار ونزهة شاطئية مرهقة ذهبت السيدتان آن وماري الساعة الحادية عشر الي حجرة نومهما في الفندق في الطابق الثاني المطل علي البحر وقد أنهكهما التعب ثم فجأة استيقظت ماري في الساعة الرابعة فجرا علي صوت هدير كهدير الرعد التي يسبق العاصفة ثم اخذ الصوت في التصاعد وبدت الأصوات المتعالية وكأنها قادمة من الشاطئ ثم استيقظت آن بعد ذلك ليجلسا الاثنين علي سريرهما وقد اخبرا الباحثين فيما بعد ان الصوت بدا في بداية الأمر كهدير الرعد الذي يقترب ويبتعد ثم صارا يميزا اصوات صيحات ونداءات وطلقات رصاص وانفجار قنابل
وقد أكدت آن التي كانت في السابق تعمل في الخدمات الطبية للجيش أنها كانت أصوات معركة محتدمة لكن العجيب انهما عندما اتجهتا للشرفة الخاصة بحجرتهما لم تبصرا شيئا يتحرك اوحتي سيارة واحدة في الطريق المؤدي الي الشاطئ , وكانتا تسمعان أصوات انفجار قذائف المدفعية دون أن يظهر في السماء أي بريق لهذه القذائف المتفجرة ومع هذا كانت الأصوات واقعية وحقيقية لأقصي حد الصيحات النداءات صفير القنابل وفجأة حين كانت الساعة تشير إلى الخامسة إلا عشر دقائق توقفت الأصوات ثم بعد ربع ساعة عادت مرة أخري لكن بصورة أكثر عنفا واحتداما القصف الجوي صار مكثفا أصوات قاذفات القنابل وهي تنقض متلاحقة أصبحت أكثر وضوحا هدير الدبابات يوحي بأنها باتجاه الفندق وكان هناك سؤال يحيرهما عليهما لماذا لم يسمع احد في الفندق هذه الأصوات المدوية
ظلت أصوات المعركة مستمرة حتي الساعة السابعة صباحا مع تباين شدتها ثم استمعتا الي صوت الطلقة الأخيرة وقد أخذت أصوات الدبابات والطائرات المقاتلة في الخفوت وبعدها استمعتا لأصوات الطيور
بالفعل كان هناك معركة في نفس المكان لكن ذلك من تسع سنوات عندما قامت قوات الحلفاء بغاراتها الجريئة لتحطيم قوة الجيش الألماني عندما تدفق عشرة آلاف جندي من الطائرات التي هبطت علي شاطئ دبيب
أسفرت الدراسات التي أجريت علي السيدتان عن حقائق أكثر غرابة حيث كشف عن تطابق زمني دقيق بين ما حدث في المعركة وما سمعتاه السيدتين, فترات الهدوء والصمت ومراحل الهجوم هجمات الطائرات وتدخل الدبابات والاهم ان تفاصيل معركة دييب لم تنشر رسميا إلا بعد سنوات من واقعة السيدتان
طبعا سقطت كل الاحتمالات والتفسيرات حول طبيعة ما سمعتاه السيدتين علي أساس أن أحدا من قاطني الفندق لم يستمع إلي أيا من هذه الأصوات
وأكدت التقارير سلامة قواهما العقلية وعدم وجود ما يدل علي اختلاقهما القصة احدي السيدتان زوجة عضو في البرلمان الانجليزي والاخري زوجة أخيها
إذا يظل السؤال حائرا؟
هل هو فعل نوع من آلات الزمن ؟
أم أن السيدتين عبرتا واقعنا الي بعد رابع يحفظ للأصوات خلودها ؟
مسافر عبر الزمن فى فيلم قديم
فى بداية نشأة السينما فى بدايات القرن العشرين ظهرت مجموعة من الأفلام الصامتة وبزغ نجم شارلى شابلن ذلك الشاب اليهودى الذى أحبه الكثيرون وأنتظروا أفلامه بشغف حيث أعتاد على القيام بدور الرجل المتشرد الذى يبحث عن وجبة طعام أو حتى كسرة خبز وفى أثناء بحثه هذا يهرب دائما من رجل الشرطة غليظ القلب الذى لا يرحم شخص جائع فقير مثله وفى واحد من هذه الأفلام الصامتة وهو فيلم السيرك الذى تم إنتاجه عام 1928 حيث ظهر مشهد غريب لا يتعدى مدته ثلاث ثوانى ولكنه أثار الكثير من الدهشة والإستغراب حيث كان يصور أحد إعلانات السيرك فى الشارع وتمر فى الخلف سيدة مسنة تمشى على مهل بدون أن تبدى إهتماما بالكاميرا والتصوير الذى يتم بجانبها وكانت تمسك شيئا فى يدها وتضعه على أذنها وهى منهمكة فى الكلام كأنها تتكلم فى تليفون محمول فى وقت لم يكن فيه أحد يتخيل إمكانية إختراع شئ مثل هذا وهنا بدأ الجميع يدرس ويحلل ويفسر
هل هذا جهاز لتقوية السمع ؟ إذن لماذا تتكلم ومع من كما أن هذا الزمن لم يكن فيه جهاز تقوية السمع بهذا الحجم الصغير
هل هى حالة عصبية ونفسية ؟
هل هى مسافرة عبر الزمن ؟
هل وهل وهل... كلها تساؤلات تثير الدهشة والإستغراب