كيف تذهب الرهبة و الخوف عن العروس في ليلة الدخلة ؟
(1) التسليم على العروس ليلة البناء
لا شك أن المرأة إذا فارقت بيت أهلها إلى بيت زوجها ليلة البناء تصيبها الرهبة فإنها مُقدمة على حياة جديدة في كنف شريك لم تعلم من طباعه شيئاً إلا النذر اليسير
ولذلك كان من أهم ما يجب على الزوج في هذه الليلة أن يُذهب هذه الرهبة أو يقللها إلى أقل درجة ممكنة .
وقد علمنا بهديه الشريف طريقة إذهاب هذه الرهبة أو تقليلها وهي السلام :
- فقد أخرج أبو الشيخ ابن حيان في أخلاق النبي بسند حسن عن أم سلمة (رضي الله عنها) :
" أن النبي لما تزوجها فأراد أن يدخل عليها سَلَّم ".
فإن كان السلام يذهب بالشحناء والبغضاء من نفس المخالف فمن باب أولى أن يُذهب الرهبة والخوف من نفس الزوجة .
(2) ملاطفة الزوجة عند البناء بها
فإذا فرغ من الصلاة والدعاء فليقبل بوجهه إليها ونجلس بإزائها ويسلم عليها كما مرَّ ويباسطها بالكلام الحسن مما ينم عن الفرح بها لإزالة الوحشة عنها فإن لكل داخل دهشة ولكل غريب وحشة .
فيستحب له إذا دخل على زوجته أن يلاطفها كأن يقدم إليها شيئاً من الشراب ونحوه .
- لما أخرجه الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت :
" إني قينت عائشة لرسول الله ثم جئته فدعوته لجلوتها فجاء فجلس إلى جانبها فأتي بعس لبن فشرب ثم ناولها النبي فخفضت رأسها واستحيت قالت أسماء فانتهرتها وقلت لها: خذي من يد النبي قالت فأخذت فشربت شيئا ثم قال لها النبي : أعطي تربك قالت أسماء فقلت: يا رسول الله بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه من يدك فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه قالت فجلست ثم وضعته على ركبتي ثم طفقت أديره واتبعه بشفتي لأصيب منه مشرب النبي ثم قال للنسوة عندي: ناوليهن فقلن: لا نشتهيه فقال النبي :
لا تجمعن جوعا وكذبا فهل أنت منتهية أن تقولي لا أشتهيه فقلت أي أمه لا أعود أبدا ".
- في هذا الحديث يستحب للزوج أن يقدم لأهله في ليلة البناء كوباً من اللبن أو العصير أو ما قام مقامهما وأن يتجاذب معها أطراف الحديث لكي يقلل من حيائها وخجلها وأن لا يثب عليها وثب البعير على أنثاه ( يعني لا يبدأ معها بالوطء والجماع بل يمازحها ويلاينها بالكلام )
تنبيه :
ومن الأمور التي تذهب الرهبة والخوف عن العروس كذلك انتظار الأم مع بعض النسوة في بيت الزوجية فهذا له أكبر الأثر في إزالة الوحشة ..
قال الإمام البخاري ( رحمه الله) باب النسوة الآتي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن بالبركة ثم أورد حديث عائشة ( رضي الله عنها ) حيث قالت :
" تزوجني النبي فأتتني أمي فأدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر ".
قال صاحب ( تحفة العروس ص117)
ودخول أم الزوجة أو الزوج معها إلى مخدع العرس بعض الزمن من الفائدة بمكان كي تستأنس العروس وتزول وحشتها ببعض الأحاديث والدعابات .