نور الشام مديرة منتدى أحلى صبايا
رقم العضوية : 1 الدولة : البلد : في قلب الحبايب عدد المساهمات : 5141 تاريخ التسجيل : 05/07/2012 العمر : 47 المزاج : راااااااااايقة
| موضوع: أسباب المشكلات الزوجية بعد الزواج الأحد مارس 31, 2013 6:38 pm | |
| أسباب المشكلات الزوجية بعد الزواج
أ. عائشة الحكمي
لسؤال بسم الله الرحمن الرحيم أتمنى أنْ أجدَ لدى المستشارين الأفاضل أجْوِبةً لكثيرٍ مِنَ الأسئلة التي حيَّرتْني وغيري في هذه الزمان، الذي أصبح مليئًا بالتناقُضات؛ فمِنَ المعروف والمسلَّم به - في عقليَّةِ كلِّ مسلم ومسلمة - أنَّ دينَنا الإسلام حثَّ على الزواجِ لمنِ استطاع الباءَة - أي: المَقْدِرة - لما فيه مِن إحصانٍ وعفافٍ، ولكونه يشملُ نصفَ أحكام الدين تقريبًا، كما أنه يَنْأَى بالنفس البشرية عنِ الشهْوَةِ المحرَّمة والفساد الأخلاقي، وإلى هنا الكل يتَّفِق. لكن المشكلة تَكمُن في تلك الإرادة بعينِها؛ فقد أصبحنا نرى عُزُوفًا خطيرًا للشباب العربي المسلم عنِ الزواج، ولكلِّ واحدٍ مبرِّراتُه وقناعاتُه التي يُدافع بها عنْ رأْيِه، ويُفَسِّر بها عزوفَه وإعراضَه، لكن أغلب المبرِّرات تصُبُّ في خانة المشكلات الزوجيَّةِ الصعبةِ، والتي تتفاقَم مع مرور السنوات، وتؤدِّي في الغالب إلى المحاكم! لكن يبقى الأهم - في نظري - وهو: الإشكالُ الماديُّ؛ فكثيرًا ما نرى تلهُّفَ وتسابقَ بعضِ الشباب والشابَّات، وتحمُّسَهم لفكرة الزواج، وبمجرد الدُّخول في الحياة الزوجية تَنهَض المشكلاتُ المادِّيَّةُ، وكأنها لم تكن موجودةً أصلًا. وأيضًا مشكلة "الخلفية الاجتماعية"، والماضي الأسود الذي قد يُغَضُّ الطرفُ عنه، وبمجرد الزواج يحييه أحدُ الطرفين. لذلك أتساءَل - بصفتي رجل متزوِّج، ولدي طفل، وزواجي على حافة الانهيار -: لماذا تتغيَّر نظرةُ أغلب الزوجات لأزواجهنَّ بعد الزواج؟ لماذا تتقبَّل المرأةُ ضعفَ الإمكانيات المادِّية لزوج المستقبل، حين تكون لديها رغبةٌ قوية في الزواج، وتنتفض ضدَّها بعد هذا الزواج؟ لماذا تغضُّ المرأةُ الطَّرْفَ عن الخلفية الاجتماعية للزوج، وعن ماضيه الحزين في البدايةِ، ثم تنتقده وتسخر منه في النهاية؟ لماذا تَقبَل الفتاة - التي تأخَّر عنها الزواجُ - بأيِّ زوج، رغم إمكانياته المتواضعة، وخلفيته الاجتماعية الصعبة ثم تتغير بمجرد أن تمضي معه بعض الوقت؟ الجواب بسم الله الموفِّق للصواب وهو المستعان أيها الأخ الفاضل، بين خير القرون - (القرن الذي بُعِث فيه النبيُّ محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) - وخروجِ المَهْدِيِّ الذي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلِئتْ ظُلمًا وجورًا - عدَّةُ قرونٍ متفاوتة في الشرِّ! يقع بينها قرنُنا هذا الذي تأخَّر عن رَكْب خير القرون ألفَ سنةٍ وأكثر! وبقدر ما تأخَّر قرنُنا يومًا عن الخير والعدل، اقترب مِنَ الشر والجور أيامًا! قال ابنُ عبدالبر - في "بهجة المجالس" -: روى عُرْوَة، عن عائشة، أنها تمثَّلت بقول لَبِيد: ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ في أَكْنَافِهِمْ وَبَقِيتُ في خَلَفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ يَتَحَدَّثُونَ مَلَاذَةً وَمَخَافَةً وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَم يَشْغَبِ ثم قالتْ: كيف لو أدركَ لَبِيدٌ زمانَنا هذا؟ قال عُرْوَة: كيف لو أدركتْ عائشةُ زماننا هذا؟ وبلغ ابنَ عباسٍ قولُ عائشةَ: "رَحِم الله لبيدًا، لو أدرك زماننا هذا؟"، فقال ابن عباس: رَحِم الله لبيدًا، ورَحِم عائشةَ، لقد أصبت باليمين سهمًا في خزائن عاد، كأطول ما يكون من رماحكم هذه، مريَّش مفوَّق، مكتوب عليه: فَهَلْ لي إِلَى أَجْبَالِ سَلْمَى بِذِي اللِّوَى لِوَى الرَّمْلِ مِنْ قَبْلِ المماتِ مُعَادُ بِلَادٌ بِها كنَّا وَنَحْنُ نُحِبُّها إِذَا النَّاسُ نَاسٌ وَالبِلَادُ بِلَادُ أقول: رَحِمَ الله لبيدًا، ورَحِمَ عائشة، ورحم عُرْوة، ورحم ابن عباس، كيف لو أدركوا زماننا هذا! الذي لا الحُب فيه يُشبه الحُب، ولا العلم فيه يُشبه العلم، ولا الناس فيه تُشبه الناس؟! أمَّا ما سألتَ عنه مِنْ عُزُوف الشباب عن الزواج؛ فالشبابُ أعلم بدوافعهم الحقيقية، ولكن رأيي أن الدافع المُلِحَّ الذي كان يَدْفَع بالشباب في الماضي إلى الزواج - وهو الرغبة في الإشباع الجنسي - قد أُشْبِعَ اليوم بطرق أُخَر غير الزواج! فالكثير منهم على عَلاقاتٍ محرَّمة بالفتيات! حيث لم تَعُدْ فتياتنا اليوم مُخَدَّرات ممنعات في البيوت؛ كما كانت عليه حالُ النساء في العهود الماضية، بما يصعب الوصول إليهن إلا من طَرْق الأبواب لخطبتهن من آبائهن! بل أصبح الوصول إليهن أسهل مِن بلوغ يد العطشان لكوب الماء! فالمرأةُ في كثير مِن أحوالها هي مَن يسهِّل وصول الرجال إليها بكل وسائل التواصُل المتاحة لها؛ هاتفيًّا، وإلكترونيًّا، أو وجهًا لوجه في المطعم، أو الشارع، أو السوق! ظنًّا منها أنها بذلك ستجلب حبيبَ القلب المخادع إلى بيت الزوجية! وهي لا تدري أنها تُقصِي بكل يوم تعيشه في المكالمة أو المحادثة حلمَ الزواج عن أرض الواقع بضع سنين! الشبابُ اليوم لا يرغبون إلا في الاستمتاع المطلَق، وحين أقول: "استمتاع"، فإني أعني بهذه المفردة كل المعاني المُخجِلة! وما دام أن أكثر الشباب مُلْتَذُّون ومستمتعون بالأحاسيس الجنسية التي يلتذُّ بها المتزوِّجون! ولكن بدون تكاليف الزواج، أو المهور، أو سماع صراخ الأطفال، فلِمَ يرغبون في الزواج وتحمُّل المسؤوليات؟! ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾[الأنعام: 53]. "والمقصود أن الله - سبحانه - فَتَن أصحاب الشهواتِ بالصور الجميلة، وفتن أولئك بهم، فكلٌّ مِنَ النوعين فتنةٌ للآخر، فمَن صبر منهم على تلك الفتنة نجا مما هو أعظم منها، ومَن أصابتْهُ تلك الفتنةُ سقط فيما هو شرٌّ منها، فإنْ تدارَك ذلك بالتوبة النصوح وإلا فبسبيل مَن هَلَك؛ ولهذا قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً أضرَّ من النساء على الرجال))، أو كما قال"؛ ["إغاثة اللهفان" لابن القَيِّم]، وهناك سببٌ آخر، وهو: غَلاء المَعِيشة، على أني أرى شبابًا صغار السن يتزوَّجون بما يَدْحَض مثل هذه الحجة الواهية! أسئلتكَ المتعدِّدة عن تغيُّر الزوجات بعد الزواج جوابُها واحدٌ، وهو أن أكثر الفتيات اليوم يَتَهافَتْنَ على الزواج؛ هَرَبًا مِن أقسى نعتٍ اجتماعي يمكن أن تغتاظ منه الفتاةُ، وهو نعتها بالعانس! ثم إذا أزال الزواجُ عنها ما تَكْرَه مِنَ الوصف؛ ظهرتْ حقيقةُ تربيتِها ودينِها وأخلاقِها، التي لم يُفَتِّش عنها الزوج حين رَغِب في الظفر بها! فكلاهما إذًا يتحمَّل آثار نيته الفاسِدة؛ ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30]، ((وإنما لكلِّ امرئ ما نوى))؛ متفق عليه. والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب
| |
|
عبير الزهور نائبة المديرة
رقم العضوية : 2 الدولة : البلد : فى رحاب جنة الرحمن عدد المساهمات : 8799 تاريخ التسجيل : 05/07/2012 العمر : 34 المزاج : منتظرة ولى العهد
| موضوع: رد: أسباب المشكلات الزوجية بعد الزواج الإثنين أبريل 01, 2013 6:00 pm | |
| | |
|