نور الشام مديرة منتدى أحلى صبايا
رقم العضوية : 1 الدولة : البلد : في قلب الحبايب عدد المساهمات : 5141 تاريخ التسجيل : 05/07/2012 العمر : 47 المزاج : راااااااااايقة
| موضوع: زوجي يشتم أهلي الإثنين أبريل 01, 2013 10:37 pm | |
| زوجي يشتم أهلي
أ. أسماء مصطفى
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوِّجة منذ سنوات، وزوجي يحبُّني كثيرًا، وأنا كذلك، حدثتْ مشكلات بين أهلي وزوجي، ومِن وقتها وهو لا يحبُّهم، ويشتمهم أمامي إذا ذكرتهم! أحاول ألا أذكرهم أمامه، ولكن دون جدوى؛ لأنه دائمًا يسألني عنهم وعن أخبارهم، وإذا لم أخبرْه يَغضَب مني كثيرًا! كذلك يرفض أن تزورني أختي، أو أن أزورَها؛ لأنها كانت السبب في المشكلة، رغم أنها اعتذرتْ له، وتدخَّلُ أهلُ الخير للإصلاح، ولكن دون جدوى. أنا أُحبُّه كثيرًا، وأحبُّ أهلي كذلك، وفي الوقت نفسِه أرفُض أنْ يمسَّهم بسوء، فطلبتُ منه ألا يشتمهم، وإلا لحقتُ بأهلي! أخشى إنِ استمرَّ على ذلك أن أطلبَ الطلاقَ منه؛ فأنا أحبُّ أهلي، ولا أرضى لهم الإهانة على مرأى ومسمع منِّي، خاصة في ظِلِّ وجود أطفال بيننا. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أختي الحبيبة، أرى أنكِ قطعتِ شوطًا كبيرًا مع زوجكِ، وهي سنوات زواجكما الطويلة، وبينكما أطفال - حفظهم الله - وتعيشان في ظِل حياةٍ أُسْرِية دافئةٍ؛ فكلٌّ منكما يحبُّ الآخر، ولا أرى أن هناك ما يستدعي طلبَ الطلاق؛ فليس كلُّ شيء يكون ميسرًا. وتغيير الخصلة السلبيَّة يتطلَّب بعضَ الوقت، وتقديم بعض التضحيات، خاصة وأنك تحبِّينه، وهو يحبكِ، بمعنى أن مِقدار التضحية يكون أكبر لديكما، ومنَ النادر أن تجدي أسرةً كاملة، فلا بد وأن يكونَ هناك عُطلٌ في أمرٍ ما، فلا تعرِّضي استقرار أسرتكِ للضياع؛ بسبب أن هناك مشكلةً بينه وبين أهلكِ. ليس معنى كلامي الاستهانة بمشكلتك، بالعكس فليس هناك خِلافٌ على أنه لا يجوز لزوجكِ أن يسبَّ ويشتم أهلَكِ؛ فذلك مِن سُوء العِشْرة، حتى وإن كان له حقٌّ, كما أنه لا يجوز له منْع والديك مِن زيارتكِ، إلا إذا ترتَّب على ذلك ضررٌ واضحٌ يتأذَّى منه، فالعَلاقة الزوجيةُ تقوم على أساس المودَّة والرحمة والتسامُح، ومِن حُسن عِشرة الزوج لزوجته أن يُساعِدَها على برِّ والديها، إذًا عليكِ نُصْح زوجكِ في وقت مناسبٍ، وبأسلوبٍ غير مباشرٍ، ومن الممكنِ أن تبدئي في تذكيرِه وتوصيته بأهله، وبأنه يجب أن يهتمَّ بهم، ويسألَ عنهم، ويُحسِن برَّهم، ومن هنا يمكن أن يبدأ في الشعور بالخجل مما يفعله معكِ، بالإضافة إلى ضرورة التحمُّل مِن داخلكِ، بالرغم من أني أحسستُ بشعوركِ، وكم هذا مؤلمٌ! ولكن دعينا نُفَكِّر في طرُقٍ قد تُحَسِّن مِن هذا الوضْع. أنتِ توصَّلتِ إلى نقطة هامة تفعلينها، وهي أنكِ لا تذكرينهم أمامه، وهذا جيدٌ، وفي حالة سُؤاله عنهم ردِّي بدبلوماسية، طمئنيه عليهم وكفى، ولا تحكي تفاصيل كثيرةً عنهم، ولا عن مشاعركِ تُجَاهَهم، وإذا بدأ في السبِّ لا تردِّي عليه، ولا تُدافِعي عنهم، قولي له: نسأل الله أن يهديَنا جميعًا. فربما بسبب اهتمامك الزائد بهم يغار منكِ، ويرى أنه مِن المفترض أن تكوني ضدَّهم، فلعل هذا هو تفكيره. إذًا أظهري له أنَّ شتْمَه لهم لا يهمكِ ، ولا تغضبي؛ فهو يُحاول استفزازكِ، فعليك بتعلم فن البرود، وتقبُّل كلامه بصدْرٍ رحب، ومع الوقت سيكتشف أنه لا فائدة مِن كلامه، سِوى أنه يكسب السيئات. وفي لحظةٍ ما من الممكن أن تقولي له: "لا تجعلهم يأخذوا من حسناتك". نصيحتي: اصبري على خُلُق زوجكِ؛ فهي فترةٌ وسوف ينسى فيها ما حدَث، وستعود المياه لمجاريها، ما دام أنكِ لم تَرَي منه أخلاقًا سيئة طوال السنوات الماضية، وسوف يعود أفضل إذا أحسنتِ التصرُّف، مع عدم كبتِ ما يقوله عليهم بداخلكِ؛ فاعتبريه شخصًا غير عاقل وقتها! أو قومي بإشغال نفسكِ ذهنيًّا وقتها، ولا تركِّزي مع شتائمه لأهلك. أيضًا من الممكن الجلوس معه في هدوء، وجعله يحكي كلَّ ما بداخله تُجَاه أهلك وأختكِ، بشرط عدم مُعارضتكِ له، حتى وإن شتم أو أخطأ، وحاولي أن تُظهِري تفهُّمَك له جيدًا، وإنصاتكِ وتركيزكِ، وأشعريه أن كلامَه مهم، وبعد انتهائه اجعليه يَعرِض الحلول الممكنة، وإذا لم يَجِد وشعرتِ أنه ارتاح قليلًا، بعد وقت ما اعرضي عليه فضْل خُلُقِ التسامُح، وأخبريه بأنه لا بد أن يكون هو الأفضل منهم، ولا يستخدم أسلوب النِّد بالنِّد، حتى إذا كانتْ أختك سببًا في المشكلة، فبِحُسْن الخُلُق تعلو درجاتنا. وأخيرًا، لا تنسي أن تلجَئِي إلى الله بالدعاء؛ فإن قلوب العباد بين أصابع الرحمن، يقلِّبها كيف يشاء، فلا تيئسي من تغيير زوجكِ. وفَّقكِ الله، وأرشدكِ إلى طريق الصواب، ونحن في انتظار التطورات السارَّة قريبًا - إن شاء الله.
| |
|